أشهر الخونة على مر التاريخ الخيانة العظمى

  

بقلم محمد عزت 

مقال عن الخيانة العظمى




تعريف الخيانة


والغدر في اللغة خيانة ،أي أن يكون المرء مؤتمنًا لا يحافظ على صدقه. نقيض الأمانة يسمى الغدر بمعنى الخيانة.

تشير عبارة الخيانة في المصطلحات إلى أكثر من نية. الخيانة هي مصطلح أشمل وأعم من الخيانة العظمى ،فالخيانة العظمى هي شكل من أشكال الخيانة الزوجية ،وخيانة الأمانة ،وأشكال أخرى عدا أن الخيانة العظمى تعتبر أخطر هذه الصور لأنها لا تستهدف الخيانة الزوجية. فرد أو جماعة ،بل ضرر. تم خيانة الدولة والمجتمع ككل ،وبالتالي تضررت الدولة بأكملها. تعتبر الخيانة العظمى من أخطر وأخطر أنواع الخيانة.



تعريف الجاحظ للخيانة قال الجاحظ: الخيانة هي الاستِبداد بما يؤتمَن الإنسان عليه من الأموال والأعراض والحرم، وتملك ما يستودع ومُجاحدة مُودعه،

قال الإمام الذهبي الخيانةَ من الكبائر؛ بدليل قول النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافِق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتمِن خان))، ولقوله أيضًا: ((أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنك، ولا تخُن مَن خانك))

ذكر القرآن الكريم

__

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 5



السنه النبويه



عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكلِّ غادرٍ لواء عند استِه يوم القيامة))

((أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنك، ولا تخُن مَن خانك)).









الخيانة العظمى كما ذكرنا انها انها صورة من صور الخيانات التي سوف نفرد لهم حلقات فيما بعد

وتعد من أخطر الخيانات لأنها تضر بشعب بأكمله أو بأمة وتجعل الدول هاوية لأطماع دول أخرى الخائن عندما يخون لا يفرق بين خيانة الدين أو الوطن بل يبيع كل أحد مقابل أطماعه واستغلاله منح الدول المعادية

خطر الخيانة العظمى مصطلح "الخيانة"، وفقًا لعلم التخابر، ليس قاصرا على الجواسيس، الذين يتم تجنيدهم أو زرعهم، بل تكمن أيضا في المسؤول الذي يفرط في أسرار وأمن بلاده، من أجل منافع أو مكاسب شخصية بحكم منصبه، لأن هذا يؤدي إلى التفريط في أسرار الوطن، وتعريض الأمن القومي للخطر، مثل الشخص الذي لا يرتكب الجريمة بنفسه، لكنه يساعد على ارتكابها، أو يخفي أدلة الجريمة.

                 أسباب الخيانة



1-الطمع في المال والسلطة

2-الحقد والحسد والغيرة

3المذهب الباطني الخفي مثل الوزير المستعصم مؤيدالدين 

4-السقطة والذله للشخص.



العوامل الأربعة الأكثر شيوعًا، التي تدفع أي شخص

للخيانة في علم التخابر، وأولها المال، الذي يأتي على رأس الأسباب، باعتباره الطُعم الأشهر للإيقاع بالطامعين من أصحاب النفوس الضعيفة.


 "الكراهية"، وقد تتمثل في كراهية فكر معين أو نهج معين يؤدي إلى خلق رغبة في الخيانة العظمى، وآخر الأسباب الأشهر للخيانة، هو "السقطة"، وتعني وجود سقطة للشخص يمكن استغلالها للضغط عليه، ودفعه نحو الخيانة، باعتبار أن السقطة قد تدمر حياته إذا انكشفت، ومن الطبيعي في هذه الحالة، أن يختار الشخص لخوفه من الفضيحة المؤكدة، الحل البديل، وهو الخيانة وكان عليه الصلاة والسلام يقول: ((اللهمَّ إني أعوذ بك من الجوع؛ فإنَّه بئس الضَّجيع، ومن الخيانة؛ فإنَّها بئست البطانة))؛ (خرجه النسائي عن أبي هريرة)




، نماذج لمن اشتهرت عنهم الخيانة: للمسلمين


1- أبو رغال: يعدُّ أبو رغال الخائنَ الأكبر، الذي جعَل من نفسه دليلًا وعميلًا لأبرهةَ الأشرم عندما عزم على هدم الكعبة، ولقد مرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بقبره فرجَمه، فأصبح رَجمُه سنَّة.



2- عبدالله بن أُبي بن سلول: حيث خان النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحد؛ عندما خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ألفٍ من أصحابه، انخزل عنه عبدالله بن أُبي بن سلول بثُلث الجيش، وقال قولته المشهورة: "أطاعهم وعصاني!"، يقول: "ما ندري علامَ نَقتل أنفسَنا هاهنا أيها الناس؟".3- المرجِفون في غزوة تبوك: قال ابن إسحاق: وقد كان رَهط من المنافقين؛ منهم وديعة بن ثابت أخو بني عمرو بن عوف، ومنهم رجل من أشجَع حليف لبني سلمة يقال له: مخشن بن حمير (قال ابن هشام: ويقال: مخشي)، يشيرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلِق إلى تبوك، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جِلاد بني الأصفر (يعنون الروم) كقِتال العرب بعضهم بعضًا؟ والله لكأنَّا بكم غدًا مُقرنين في الحبال؛ إرجافًا وترهيبًا للمؤمنين.



 



4- عبدالله بن سبأ المعروف بـ (ابن السوداء): لقد كان لابن سبَأ الخائن الدور الكبير في الفِتنة العظمى التي حصلَت بين الصحابة رضوان الله عليهم في موقعة الجمل.



• جاء في البداية والنِّهاية: أنَّ عبدالله بن سبأ قال لبعض أصحابه: "يا قوم، إنَّ عزَّكم في خلطة النَّاس، فإذا التقى الناس فأنشِبوا الحربَ والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون...".

5- ابن العلقمي: كان ابن العلقمي وزيرًا للخليفة العباسي المستعصِم بالله محمد الظاهر، وكان لابن العلقمي الدَّورُ الكبير في دخول التتار إلى بغداد، وسقوط الخلافة العباسية فيها.

• كتَب ابن العلقمي إلى هولاكو قائد التَّتار أنَّه على استِعداد أن يُسلِّمه بغداد إذا قام بالهجوم عليها، فكتب هولاكو لابن العلقمي: "إنَّ عساكر بغداد كثيرة؛ فإن كنت صادقًا فيما قلتَ لنا وداخلًا تحت طاعتنا، ففرِّق العسكر"، فلمَّا وصَل الكتاب إلى ابن العلقمي، أخذ يتحايَل على المعتصم ويقنعه بعدَم جدوى هذه الأعداد الكبيرة من الجنود؛ حيث إنَّ التتار قد رجعوا إلى بلادهم، ولا حاجة لتكليف الدولة كلفة هؤلاء الجند، فاستجاب الخليفةُ لرأيه، وبالفعل تمَّ تسريح أعداد غَفيرة من أفضل عناصر الجيش، يقول المؤرِّخون: إنَّ ما تمَّ تسريحه يقارب مائتي ألف فارس.



ولما أتمَّ حيلتَه، كتب إلى هولاكو بما فعل، فركب هولاكو وقدِم بجيشه إلى بغداد، وأثناء المعركة أرسل ابن العلقمي جماعةً من أنصاره، فحبسوا مياهَ دجلة؛ حتى تعوق تفوُّق جيش بغداد، وبالفعل انتصر التَّتار، وقَتَلوا الخليفةَ وابنه، وأفسدوا في البلاد أشدَّ الفساد، ثم دعا هولاكو بابن العلقمي ليكافئه، فحضر بين يديه، فوبَّخه على خيانَته لسيِّده الذي وثِق به، ثم قال: "لو أعطيناك كلَّ ما نملِك، ما نرجو منك خيرًا، فما نرى إلا قتلَك"، وقتله بالفعل.



6- الوزير شاور وخيانته للمصريين ضد الصليبيين: حيث عاوَن شاور الصَّليبيين ضدَّ نور الدين محمود وصلاح الدين في الفترة من 562 هـ إلى 564 هـ، وحاول تمهيدَ الطَّريق لهم للاستيلاء على مصر؛ عن طريق الخيانة تارة، وعن طريق إشعالِ الحرائق في أنحاء القاهرة تارةً أخرى؛ حتى يضطرَّ الناس لمغادرتها، ويكون الطريق ممهدًا للصليبيين، وظلَّت نار الخيانة تَستعر إلى أن تمَّ قتل شاور، ومكَّن الله تعالى للمسلمين.



7- خيانة الناصر يوسف الأيوبي: من أحفاد صلاح الدين الأيوبي، وآخر ملوك الدولة الأيوبيَّة، وكان من خيانته أن قام النَّاصر يوسف الأيوبي بمَنع الإمدادات والمساعدات عن الكامِل محمد الأيوبي، وساعَد كذلك في حصار مدينة ميافارقين (بين دجلة والفرات)، وساعد هولاكو في الهجوم على مصر لتخليصها من بين يدي المماليك، والأكثر من ذلك أنَّ العزيز بن الناصر يوسف آثَر أن يَبقى في عسكر هولاكو ليهاجم معه المسلمين.



وبالرغم من كلِّ ذلك أرسل هولاكو رسالةً إلى الناصر يوسف الأيوبي يهدِّده ويتوعَّده؛ بل ويأمره أن يأتيه هو وجنوده، وفي نهاية رسالة التهديد والوعيد هذه كتب قائلًا: "... وقد بلَغنا أنَّ تجَّار الشام وغيرهم انهزموا بحريمهم إلى مصر؛ فإن كانوا في الجبال نسفناها، وإن كانوا في الأرض خسفناها".



بعد هذه الرسالة التي يُفهم منها تجريد الناصر يوسف من كلِّ شيء والقضاء على حلمه، قرَّر الناصر يوسف أن يتَّخذ قرارًا بإعلان الجِهاد ضد التتار، قوبلَت هذه الدَّعوة للجهاد باستهتار واستخفافٍ شديدين؛ لأنَّ الجميع يعلم أن الناصر يوسف ليس من أهل الجهاد، وليس عنده أي حميَّة للدين ولا للعقيدة، ولا يغار عليهما، فمن المعروف عنه أنَّه اعتاد أن يتنازل عن كلِّ شيء، وأي شيء، من أجل الحكم.



استجاب بعض المتحمِّسين للناصر يوسف، وجاؤوا يقاتلون تحت رايته الجديدة، وضرب معسكرًا لجيشه في شمال دِمشق عند قرية (برزة)، وبدأ الناصر يوسف يراسِل الأمراءَ من حوله لينضمُّوا إليه لقتال التتار، وبدأ كذلك استمالة النَّصارى، ووعدهم بتوليهم إدارةَ شؤون البلاد بعد المعركة.



تقدَّم جيش هولاكو واستولى على ما بَقي من بلاد الشام، فقرَّر الناصر يوسف الهربَ إلى مصر، لكن السلطان (قطز) سلطان مصر كان له بالمِرصاد، ورفض دخولَه، وبقي النَّاصر يوسف في الصحراء إلى أن أمسكَته جنودُ المغول، وقام هولاكو بقتله بعد هزيمة المغول في معركة عين جالوت.

 

8- الضابط المصري علي يوسف الشهير بـ (خنفس باشا): وهو من بين الضبَّاط الذين خانوا أحمد عرابي في معركة التل الكبير؛ ممَّا أدَّى إلى هزيمة جيش عرابي، واحتلال القوات الإنجليزية لمصر.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فنون التعامل مع الناس

الفرق أن تكون جماد أو إنسان